كيف يكون العلم شرطا من شروط لا إِلهَ إِلا اللهُ ؟
والجواب على ذلك أنه إذا قال المرء لا إِلهَ إِلا اللهُ ، فهذا معناه أنه لا معبود بحق إلا الله ، والعبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة الرسل ، فالمسلم بقوله لا إِلهَ إِلا اللهُ قد أعلن أنه سيخضع لله عن حب وتعظيم ، وطاعة وتسليم ، يسلم نفسه لمعبوده ويعمل في تحقيق مطلوبه .
فلو أرسل المعبود رسالة لعبيده الصادقين في عبادته ، بين فيها أحكام شريعته ، وأصول طاعته ، وبين فيها ماذا نفعل حتى نصل إلي قربه ومحبته ، وماذا نترك حني نفوز بجنته ، فلو كان العبد صادقا في شهادته أنه لا إِلهَ إِلا اللهُ وأن محمدا رسول الله ، لبذل كل ما في استطاعته واجتهد بكل طاقته لكي يطلع على هذه الرسالة ويتمكن من قراءتها ويدقق في مادتها ، حتى لو كان مسلما أعجميا أميا ، لبحث عن متخصص في اللغات يترجم له ما جاء في الوحي من كلمات ، طالما أن هذه الرسالة فيها النجاة من غضب الله ، وفيها القرب من حبه ورضاه ، فكلمة التوحيد عقد بينك وبين الله ، التزمت به يوم قلت أشهد ألا إِلهَ إِلا اللهُ وأن محمدا رسول الله وهو خير عقد يجب على المسلم أن يوفي فيه بالتزاماته ويؤدي ما عليه من واجباته ، لقول الله تعالى في محكم آياته : ( يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) .
وإذا كان كل عقد بين البشر له قواعد وأحكام ، وشروط جزاء يضعونها للالتزام ، وكان كل إنسان قبل أن يوقع على أي عقد يقرأ شروطه بإمعان وإتقان ، فحري بالمسلم الصادق في إسلامه ، أن يعرف مضمون العقد الذي بينه وبين الله ، عندما شهد ألا معبود بحق سواه ، ولذلك أوجب الله علينا السؤال فقال : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) .